الخميس، 17 سبتمبر 2009

حبيبى...انت لم تمت






حبيبى انت لم تمت.. لقد رحلت بجسدك..لكن روحك لم ترحل..مازلت احس بك بجانبى تدور حولى..تهمس فى اذنى وتقول: احبك...عندما امشى احس بك بجانبى تمشى معى وتحرسنى...عندما ابكى احس بك تمسح دموعى وتقول: انا مازلت بجانبك...اه يا من عشت معه اجمل ايام عمرى ويا من سلبت منى عقلى ووجدانى..يا من احسستنى بمعنى الحب..يامن كنت لى ملجا اشكو اليه..ويامن كنت العب معه كالاطفال..ويا من كنت اجلس معه تحت ضوء الشموع..ويا من كنت اتشاجر معه واوبخه...يا من حميتنى من نفسى عدة مرات...ويا من كنت حسن الاخلاق والصفات...يا من كنت تبتسم لى عندما اخطىء..ويا من كنت تبكى على بكائى وتحزن على حزنى وتسعد لسعدى...يا حبا انسانى احزانى...يا قلبا عطوفا داوى جراحى والامى...انت لم تمت لان روحك ما زالت باقية...... تلك هى الكلمات التى قالها ذلك الشاب الذى يجلس بجانب قبر حبيبه يمسك بيده وردة حمراء لقد احب ذلك الشاب حبيبه حبا كبيرا حبا انساه وحدته وانساه معنى الالم لقد كان حبهما حبا نقيا صافيا كالالماس..لم يكن هناك شىء قادر على تفريقهما الا الموت...حبيب ذلك الشاب لقد فارق الحياة...كيف التقيا ومتى احبا بعضهما؟ هذا لا يهم ولكن المهم انهم كانو قد عثروا على بعضهم.....لقد فرق الموت بين اجسادهم ولكن حبهم ظل وسوف يظل خالدا.....اخر حديث دار بينهما كان فى ذلك المشفى عندما اتى الشاب راكضا لا يريد الا ان يصل الى الغرفة التى كان يرقد فيها حبيبه الذى انهكه المرض...يصل ويفتح باب الغرفة ليجد حبيبه يتاوه من الالم ومن المرض العضال الذى سكن جسده..تنزل دموع من عيني الشاب يقول: لماذا لم تخبرنى بهذا..لماذا لم تقل لى بانك مريض الم نكن حبيبين الم نكن نشكى دوما ما بنا....ينظر اليه حبيبه بعينين ذابلتين ويقول له بصوت تعب: اقترب منى اكثر واجلس بقربى انى اريد ان تكون اخر من ارى وجهه و اخر من المسه قبل ان افارق الحياة.. ياتى الشاب ويجلس بجانب حبيبه ويبكى ويبكى...يقول له حبيبه: لم اخبرك باننى مريض حتى لا اجعل ايامك معى جحيما..كنت اريد ان تكون اخر ايامى معك جميلة..لم اخبرك حتى لا تشعر بنفس الالم الذى احسه...حتى لا تعمى عينيك من البكاء..وحتى لا افقد رؤية ضحكتك الجميلة وحتى لا تصبح حزينا ذابلا وحتى لا تجف اوراقك الخضراء وتسقط..وها انت الان تبكى ..ارجوك لا تبكى..يعانق الشاب حبيبه المريض بقوة ودموعه تملا وجهه ويقول: يا ليتنى مت قبل ان اراك متعبا وطريح الفراش...يا ليتنى استطيع ان اعطيك صحتى وعافيتى..ياليتنى استطيع ان اعطيك روحى و حياتى...يقول له حبيبه وقد اوشك على مفارقة الحياة: قل لى احبك اريد ان اسمعها منك كما قلتها لى اول مرة...يهمس الشاب فى اذن حبيبه وهو يعانقه: احبك ولن اقدر على حب غيرك وسوف تعيش دائما فى قلبى ابد الدهر...ثم ينظر فى وجه حبيبه يجده لقد رحل وفارق الحياة....يصرخ الشاب صرخة قوية يسمعها كل من فى المشفى كل من فى المدينة كل من فى الارض...انها صرخة الم ووداع.....سكت الشاب عن الكلام وهو يجلس بجانب قبر حبيبه...يمسح دموعه عن وجهه ثم ينظر الى الوردة الحمراء الجميلة التى فى يده ويبتسم ابتسامة صغيرة فيها شىء من الحزن ويقول: لقد كنت تحب هذا النوع من الورود حبيبى..يضع الوردة على قبر حبيبه. ثم يرحل.

هناك تعليقان (2):

  1. لم اجد كلمات لوصف هذان الشخصان فانهم قطعة من اللماس نادرة الوجود

    و هما ايضا رمز للوفاء و الحب الابدى الغير مقيد
    بجد بكيت من تخيل الموقف فلم استطع ان احبس دموعى

    ردحذف